المنامة- علي ربيع
لايزال مسلسل "لحظة ضعف" الذي عرضت حلقاته في شهر رمضان الماضي يثير تفاعلا داخل المجتمع البحريني بعد أن تقدمت الفنانة زينب العسكري، بطلة المسلسل، بشكوى إلى النيابة العامة ضد صحافي بحريني كتب مقالا عن المسلسل بتهمة السب والتشهير.
ولم يستلم بعد الصحافي بجريدة الوطن هشام الزياني إخطار الاستدعاء للنيابة العامة البحرينية على خلفية الدعوى التي رفعتها الفنانة زينب العسكري بسبب مقال كتبه حول مسلسل لحظة ضعف الذي عرض خلال شهر رمضان.
جدل بين الصحفي والممثلة
وقال الزياني لـ"العربية.نت" "لم أتلق الإخطار ومستعد للمثول أمام النيابة العامة (...) وأنا واثق من القضاء البحريني (...) لست بالضرورة أعني أحداً بعينه".
وكانت زينب العسكري قد تقدمت ببلاغ إلى النيابة العامة قبل أيام قليلة على خلفية مقال كتبه "الزياني" في صحيفة الوطن يوم الخميس 18- 10- 2007 حول مسلسل "لحظة ضعف" الذي عرض على قناة البحرين وعدة قنوات فضائية عربية أخرى.
وقالت فاطمة المير مديرة أعمال الفنانة البحرينية لـ"العربية.نت" إن ما جاء في المقال "يتجاوز النقد إلى التجريح والإساءة الشخصية".
وكان هشام الزياني قد وصف العمل الذي قامت بكتابته وبطولته زينب العسكري بمسلسلات"الدعارة" و"المنحطة والساقطة".
وقدمت الصحيفة اعتذاراً في اليوم الذي تلا نشر المقال قبل أن تتقدم زينب العسكري ببلاغ للنيابة.
وكتبت الصحيفة في نفس المكان الذي نشر فيه الموضوع" تود إدارة التحرير أن تنوه إلى أن ظروف تشغيلية أدت إلى تمرير بعض الصيغ والعبارات التي كان من المفترض شطبها".
وأضافت الصحيفة "إدارة التحرير (...) تعلن اعتذارها لكل من قد تكون مسته ملابسات الخلل التقني الذي حال دون التشذيب والشطب".
وكان هشام الزياني كتب في عموده: "هذه مأساتنا كل عام، مخرج يأتي بالساقطات لجعلهن ممثلات، وممثلة لا تختلف عن المخرج تأتي وتصبح كاتبة.. والله زمن..!".
وقال الزياني إن لقب "بنت المملكة" وهو لقب تحمله الفنانة زينب العسكري وشركتها التي تقوم بإنتاج أعمالها الفنية لابد أن "يعطى لفتاة حققت إنجازات للوطن (...) ويعطى لبنت شريفة عفيفة محترمة ترتفع معها رؤوسنا".
ومايزال العمل الذي قدمته "العسكري" خلال رمضان إلى جانب عدد من الفنانين الخليجيين والعرب على مدار ثلاثين حلقة يثير الكثير من الجدل.
وتناول المسلسل عبر بطلاته انحراف الفتيات وانغماسهن في الجنس بسبب لحظات الضعف التي تعتري مشوار حياتهن.
واعتبرت فاطمة المير قصة المسلسل "حالة اجتماعية موجودة في كل مكان ليست مرتبطة بدين أو مذهب".
وقالت "المير" لـ"العربية.نت" إن زينب العسكري شعرت بـ"الظلم فبعد هذا الجهد طوال العام يأتي من يحاول بكلامه تدمير العمل".
وقالت المير موجهة حديثها للصحافي إنه "ليس من الرجولة أن تسب بنات ديرتك وتشوه صورتها" معتبرة أن الأمر "لادخل له بالوطنية التي يحاول كاتب العمود ترويجها ليجعل من نفسه بطلاً".
بين التأييد والرفض
وأكد "الزياني" أن المسلسل "شوه صورة الفتاة وصور المجتمع البحريني تصويراً خاطئاً". وأبدى الصحافي اطمئنانه قائلاً إنه تلقى العديد من الاتصالات أيدت موقفه.
وكان "الزياني" قد أعلن في وقت سابق عن تدشين "عريضة وطنية ضد هذا النوع من المسلسلات". وكشف لـ"العربية.نت" عن نية عدة مواطنين رفع دعوى مدنية ضد بطلة "لحظة ضعف".
وينقل مسلسل لحظة ضعف ما يجري في "شقق الدعارة" وتورط رجال أعمال ومواطنين في الترويج للرذيلة، وهو ما اعتبره منتقدو العمل "إساءة متعمدة للفتاة البحرينية ونقل صورة مشوهة عنها".
وعلى نفس الصعيد أعلن النائب عبدالحليم مراد عضو كتلة الأصالة (سلفيون) تأييده للصحافي هشام الزياني مطالباً المشاركين في المسلسل المذكور بـ"التوبة والعودة إلى الله".
وقال "مراد" لـ "العربية.نت" إنه تلقى اتصالات عديدة من "مواطنين أبدوا استياءهم من الصورة التي ظهرت عليها البحرين". وأضاف النائب "مراد" أنه "ليس من مصلحة البلد أن تظهر بهذا الشكل أمام الأشقاء في الخليج والعالم العربي".
وتساءل النائب البحريني "لماذا لا ننقل صورة الشباب البحريني المؤمن الذي يملأ المساجد وصورة الفتيات العفيفات اللواتي يدرسن في الجامعات ويؤدين فروضهن؟".
من جهتها أصرت وكيلة أعمال زينب العسكري على أن طرح المسلسل هدفه معالجة الأخطاء والمشكلات في المجتمع البحريني. وأكدت "المير" لـ"العربية.نت" أن الفنانة زينب العسكري تحظى بـ"الدعم والتأييد من قبل العديد من المواطنين الذين أبدوا استعدادهم للخروج في مظاهرة للرد على كاتب المقال".
زينب العسكري تطالب برد اعتبار
وقال هشام الزياني إنه "غير نادم على كتابة العمود ولو أتيحت لي الفرصة لكتبته أكثر من مرة". وأبدى "الزياني" استعداده لدخول "السجن من أجل مصلحة البلد حتى لو كلفني هذا فقدان عملي الوحيد الذي أعتاش منه".
وكشف "الزياني" أن 3 محامين على الأقل أبدوا استعدادهم للدفاع عنه مجاناً. وبدا الصحافي البحريني متفائلاً، وقال إن "ثمار هذا العمود لن يظهر هذا العام بل خلال الأعوام القادمة وهو ما سيكتشفه الجمهور".
في المقابل أكدت مديرة أعمال زينب العسكري أنها واثقة من القضاء البحريني. وقالت "المير" إننا "نطالب برد اعتبار وفي حالة الحكم بالتعويض المادي فإننا نتعهد بتوزيع الأموال لصالح الجمعيات الخيرية".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقاضى فيها هشام الزياني، فقد سبق أن رفعت جامعة الخليج العربي قضية ضده عام 2005 قبل أن يُحكم له بالبراءة بداية عام 2007. وما تزال القضية قائمة بعد طلب استئناف تقدم به المدعي.
منقوول من موقع العربية نت
((فعلاُ لاتعــليق))
وسلامي قبل ختــامي