--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضع المرأة وسلبية المجتمع
--------------------------------------------------------------------------------
وضع المرأة وسلبية المجتمع
من يتصدى للحديث عن قضايا المرأة يواجه في معظم الأحيان العديد من ردود الفعل المجتمعية السلبية، الذكورية والأنثوية، التي شكلتها الموروثات الثقافية والاجتماعية السياسية وحتى الاقتصادية للمجتمع.
كما أن مواجهة قضية وضع المرأة في مجتمعاتنا العربية ومدى توافر الفرص لها يعد في بعض الأحيان نوعاً من الدخول في المحظور.
إن الوضعية الدونية للمرأة في المجتمعات الإنسانية المختلفة وخصوصية وضعيتها في المجتمعات العربية حقيقة تجابه المهمومين بقضايا الإنسان العربي، نساءً كانوا أو رجالاً.
وما زالت المجتمعات العربية على جميع مستوياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تهتم فقط بكيفية إعداد الفتاة للزواج وتربية الأطفال والمسئوليات الأسرية العديدة طبقاً للتكوين البيولوجي فقط.. وتنسى أو تتناسى بل و تهمل كيفية إعداد هذه الفتاة للحياة وكيفية تنمية شخصيتها وعقلها ككيان إنساني ذاتي الوجود.
إن القدرة على التفكير العقلاني موجودة لدى كل الناس.. إلا أن استثارة هذه القدرات العقلية تعتمد في الأساس على المناخ الاجتماعي الملائم الذي يعمل على تربية وتنمية الفكر حتى يؤدي إلى تفجير الطاقات الإبداعية للمرأة في مجتمع المجالات الفكرية والفنية والأدبية والعلمية والصناعية و في مجال العلاقات الإنسانية.
التحديات الثقافية
تعد الطاقة البشرية القادرة على العمل والإنتاج الدعامة المحورية الأساسية لتطور ونمو المجتمعات الإنسانية.
فهي القوة الفاعلة القادرة على نقل المجتمعات من مرحلة إلى أخرى أكثر تقدماً.
والأمم الذكية تعمل جاهدة على تنمية عقل الإنسان.. رجلاً أو امرأة ليفكر ويبدع ويطور الموجود ويبتكر الجديد،
فالعقول هي الثروات الحقيقية في عصرنا هذا،
فهي لا تنفذ ولا تتقادم واستثمارها يؤدي دائماً إلى التقدم.
والموارد البشرية تتشكل من جموع الذكور والإناث القادرين على العمل.
ولا يمكن الحديث أو حتى التصور بأنه يمكن لمجتمع ما أن ينمو ويحقق درجات من التقدم وهو يقصر اهتمامه على تنمية القدرات العقلية وتهيئة فرص الإبداع في العلم والعمل أمام الذكور دون الإناث .
والمقصود بهذه الفرص هو المناخ الذي يتيحه المجتمع (بمؤسساته ونظمه وثقافته) للمرأة لتحقيق إضافات غير مسبوقة في المجالات العلمية أو الثقافية أو الحياتية.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو وعينا الكامل كمثقفين بالوضعية الخاصة للمرأة العربية وإدراكنا لدونية هذا الوضع،
ولذلك يجب علينا العمل بل والنضال والكفاح لرأب صدع هذا الخلل المجتمعي.
وما أريد تأكيده في هذا المقال، حول قضية المرأة ووضعيتها الدونية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة، هو أن تحقيق ذاتها ومن ثم اكتساب حقوقها وأهليتها في التصرف وإبداء الرأي لن تصل إليه المرأة بحال من الأحوال، مادامت ارتكزت في كفاحها ونضالها على مقولة إن العدو الأول لها هو الرجل، فنحن نرى أن العكس هو الصحيح .
فلكي تحقق المرأة ما تصبو إليه لابد من أن تسمح للرجل بأن يشاركها شرف الكفاح معها.. لا لشيء، أو لاعتبارات أنها عاجزة عن القيام بهذه المهمة منفردة،
ولكن لأن مصير قطبي الإنسانية:
الرجل والمرأة هو مصير واحد، وتحقيق ذاتها وإنسانيتها هو أحد أبرز وأهم عناصر إحراز الإنسانية لحقوقها. ومن ثم يجب أن يتكامل كل من الرجل والمرأة وأن تتكامل أدوارهما وتتضافر معاً من أجل دخول المجتمع عصر الإنسانية الحقة.
منقول
تحياتي